عسر البلع يعني وجود صعوبة في نقل الطعام أو السوائل من الفم إلى المعدة أو قد يستغرق المزيد من الوقت والجهد.
ويحدث عسر البلع للعديد من الأسباب إما بسبب طريقة الأكل، أو بسبب حالات طبية تتطلب العلاج، وقد يحدث في أي عمر لكنه شائع عند كبار السن.
أنواع عسر البلع
من أبرز أنواع عسر البلع:
1. عسر البلع
والذي يكون في الغالب مشكلة في الحلق، وتحدث بسبب مشكلات عصبية تؤثر على الأعصاب.
2. عسر البلع الفموي
وتكون المشكلة في الفم بسبب ضعف اللسان بعد حالة طبية معينة، أو بسبب مواجهة صعوبة في مضغ الطعام، أو مواجهة صعوبة في نقل الطعام إلى الفم.
3. عسر البلع المريئي
وغالبًا تكون المشكلة في المريء والتي تكون بسبب انسداد أو تهيج المريء، وفي العديد من الحالات يتم اللجوء إلى التدخل الجراحي.
تابع وتعرف معنا على المزيد من المعلومات:
أعراض عسر البلع
من أبرز العلامات والأعراض المرتبطة بعسر البلع، ما يأتي:
· ألم أثناء البلع.
· عدم القدرة على البلع.
· سيلان اللعاب.
· بحة في الصوت.
· ارتجاع الطعام.
· الارتجاع الحمضي.
· السعال.
· التقيؤ عند البلع.
· فقدان الوزن بشكل غير طبيعي.
· الإصابة بحرقة في المعدة بشكل متكرر.
· الشعور بتراكم الطعام في الحلق، أو الصدر، أو خلف عظمة الصدر.
· الاضطرار إلى تقطيع الطعام إلى قطع صغيرة أو تجنب بعض الأطعمة بسبب صعوبة البلع.
أسباب وعوامل خطر عُسر البلع
تؤدي العديد من الحالات إلى حدوث عسر البلع، مثل:
1. أسباب عسر البلع المريئي
يؤدي عسر البلع المريئي إلى الشعور بأن الطعام يلتصق في الحلق أو في الصدر بسبب:
· تعذر الارتخاء
عندما لا تسترخي عضلات المريء السفلية بشكل صحيح، فقد يؤدي ذلك إلى إعادة الطعام إلى الحلق، أو قد يكون بسبب ضعف عضلات جدار المريء.
· تشنج عضلي منتشر
في هذه الحالة ينتج تقلصات متعددة غير منسقة وذات ضغط عالٍ خاصة بعد البلع، حيث أن التشنج ينتشر ويؤثر على العضلات اللاإرادية في جدران المريء السفلية.
· تضيق المريء
يؤدي المريء الضيق إلى حبس قطع كبيرة من الطعام والتي قد تؤدي إلى حدوث بعض الأورام أو النسيج الندبي، وقد يحدث تضيق المريء بسبب الارتجاع المعدي المريئي.
· أورام المريء
يتفاقم عسر البلع بشكل تدريجي عندما يعاني المريض من أورام المريء.
· الأجسام الغريبة
في بعض الأحيان قد يعاني كبار السن الذين يستخدمون أطقم الأسنان من صعوبة مضغ الطعام، وبالتالي يؤدي إلى التصاق الطعام في الحلق أو المريء مما يسبب صعوبة في البلع.
· حلقة المريء
توجد منطقة رقيقة في المريء في الجهة السفلية تؤدي إلى عسر البلع وخاصة عند تناول الأطعمة الصلبة.
· ارتجاع المريء
يؤدي ارتجاع حمض المعدة إلى المريء في حدوث تشنج أو تندب وتضيق في المريء من الجهة السفلية، وفي بعض الحالات قد يؤدي إلى تلف أنسجة المريء.
· التهاب المريء اليوزيني
في الغالب تعد هذه الحالة مرتبطة بحساسية الطعام الناتجة عن زيادة عدد الخلايا اليوزينية في المريء.
· تصلب الجلد
يؤدي نمو الأنسجة التي تشبهه الندوب إلى تصلب الأنسجة وتيبسها، وبالتالي يؤدي إلى إضعاف العضلة العاصرة للمريء في الجهة السفلية، مما يسبب رجوع الحمض إلى المريء وحرقة في المعدة بشكل متكرر.
· العلاج الإشعاعي
يؤدي علاج السرطان بالإشعاع إلى حدوث تندب في المريء والذي بدوره يؤدي إلى عسر البلع.
2. أسباب عسر البلع الفموي
بعض الحالات تؤدي إلى إضعاف عضلات الحلق مما يؤدي إلى عسر البلع، فقد يصاب الشخص بالاختناق أو التقيؤ أو السعال عند محاولة البلع، أو قد يشعر الشخص بتدفق الطعام أو السوائل إلى أسفل القصبة الهوائية أو في الأنف والذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى الإصابة بالتهاب رئوي.
ومن أبرز الأسباب الشائعة لعسر البلع الفموي، ما يأتي:
· الاضطرابات العصبية
تتسبب بعض الاضطرابات العصبية، مثل: التصلب المتعدد، والحثل العضلي، ومرض الباركنسون إلى الإصابة بعسر البلع.
· تلف الأعصاب
يؤثر تلف الأعصاب المفاجئ في القدرة على البلع، ومن أبرز الحالات التي قد تؤدي إلى ذلك، مثل: السكتة الدماغية، أو إصابة الدماغ، أو النخاع الشوكي.
· رتج البلعومي المريئي
ويسمى أيضًا برتج زنكر وهو عبارة عن كيس صغير يقوم بتجميع جزيئات من الطعام في الحلق، وغالبًا ما تكون فوق المريء مباشرةً مما يؤدي إلى عسر البلع، وأصوات الغرغرة، ورائحة الفم الكريهة.
· السرطان
تتسبب بعض أنواع السرطان وبعض العلاجات إلى صعوبة وعسر البلع.
3. عوامل الخطر المؤدية إلى عسر البلع
وأبرزها:
· الشيخوخة
تؤدي الشيخوخة الطبيعية إلى تآكل المريء وزيادة خطر الإصابة بحالات معينة، مثل: السكتة الدماغية أو مرض الباركنسون والتي بدورها تؤدي للإصابة بعسر البلع.
· حالات صحية معينة
يعاني بعض الأشخاص المصابين باضطرابات معينة في الجهاز العصبي صعوبة وعسر البلع.
مضاعفات عُسر البلع
يؤدي عسر البلع إلى بعض المضاعفات، مثل:
· سوء التغذية.
· نقص الوزن.
· الجفاف.
· الاختناق.
· الالتهاب الرئوي التنفسي.
تشخيص عُسر البلع
يقوم الطبيب أولًا بالفحص البدني ثم يوصي ببعض الفحوصات، والتي تشمل:
1. أشعة الباريوم السينية
يُعطى للمريض مادة تباين ليشربها مع الماء حيث أنها تساعد على ظهور المريء بشكل أفضل في الأشعة السينية، وتساعد الطبيب في الكشف عن التغيرات التي حدثت في شكل المريء والتحقق من النشاط العضلي للمريء.
ويمكن أن يطلب الطبيب من المريض ابتلاع طعام صلب يحتوي على الباريوم لمراقبة عضلات الحلق أثناء البلع، أو للتأكد ما إذا كان المريض يعاني من انسداد.
2. دراسة ديناميكة للبلع
يتم من خلال هذا الإجراء ابتلاع الأطعمة المغلفة بمادة الباريوم، لتوفير صور لهذه الأطعمة أثناء انتقالها عبر الفم وأسفل الحلق.
وقد تظهر الصور المشكلات الموجودة في عضلات الفم والحلق عند البلع.
3. الفحص البصري للمريء - التنظير
يتم إدخال أداة رفيعة ومرنة ومضاءة عبر الحلق ليتمكن الطبيب من رؤية المريء، وقد يتم أخذ خزعة من أنسجة المريء للتأكد ما إذا كان المريض يعاني من التهاب المريء، أو التهاب المريء اليوزيني، أو تضيق المريء، أو الورم.
4. تقييم البلع بالمنظار
يتم تقييم البلع بالمنظار الذي يحتوي على الألياف الضوئية، حيث أنه يتم إدخال منظار داخلي يحتوي على أنبوب مضاء وكاميرا لمراقبة الشخص أثناء البلع.
5. اختبار عضلة المريء - قياس الضغط
في قياس الضغط يتم إدخال أنبوب صغير في الكريء وتوصيله بجهاز تسجيل الضغط لقياس تقلصات عضلات المريء أثناء البلع.
6. اختبارات التصوير
تشمل اختبارات التصوير، مثل: التصوير المقطعي المحوسب الذي يوفر صور مقطعية لعظام الجسم والأنسجة الرخوة، والتصوير بالرنين المغناطيسي والذي يستخدم المجال المغناطيسي وموجات الراديو لإنشاء صور مفصلة للأعضاء والأنسجة.
علاج عُسر البلع
يعتمد علاج عسر البلع على السبب، ويشمل العلاج ما يأتي:
1. علاج عسر البلع الفموي
وتشمل:
· تمارين التعلم: تساعد تمارين معينة في تنسيق عضلات المريء وإعادة تنشيط الأعصاب التي تؤدي إلى تحسين عملية البلع.
· تعلم تقنيات البلع: توجد طرق تساعد على وضع الطعام في الفم أو وضع الجسم والرأس بطريقة معينة لتسهيل البلع، وقد يتم تعليم الشخص تقنيات بلع جديدة خاصة إذا كان يعاني من مرض الزهايمر، أو مرض الباركنسون.
2. علاج عسر البلع المريئي
كالآتي:
· تمدد المريء: يستخدم الطبيب منظارًا مع بالون خاص لتمديد وتوسيع عرض المريء، أو يمكن تمرير أنبوب مرن يساعد على تمدد المريء.
· الأدوية: يمكن استخدام بعض الأدوية لعلاج الحالات التي قد تسبب صعوبة البلع، مثل:
o الارتجاع الحمضي حيث أنه يتم وصف أدوية مضادة للحموضة.
o التهاب المريء اليوزيني فقد يحتاج الشخص إلى العلاج بالكورتيكوسترويدات.
o تشنج المريء، فقد يتم وصف مرخي للعضلات الملساء.
· الجراحة: يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي لمسح مسار المريء في حال كان الشخص يعاني من: أورام، أو الرتج البلعومي، أو الارتخاء المريئي.
3. علاج عسر البلع الشديد
إذا كان عسر البلع يمنع الشخص من الأكل والشرب بشكل كافي، فقد يوصي الطبيب:
· نظام غذائي سائل: للحفاظ على الوزن الصحي، وتجنب الإصابة بالجفاف.
· أنبوب التغذية: قد يحتاج الشخص الذي يعاني من عسر البلع الشديد إلى أنبوب تغذية لتجاوز الجزء الذي لا يعمل بشكل طبيعي من آلية البلع.
· الجراحة: قد يوصي الطبيب بالجراحة للتخفيف من مشكلات البلع الناتجة عن تضيق أو انسداد الحلق بما في ذلك النتوءات العظمية وشلل الحبل الصوتي، وبشكل عام يعتمد الإجراء الجراحي على سبب عسر البلع والذي يتضمن:
· إجراء هيلر بالمنظار: والذي يستخدم لقطع الطرف السفلي من المريء خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من الارتخاء المريئي.
· قطع عضلي بالتنظير من خلال الفم: يدخل الطبيب منظارًا من خلال الفم وأسفل الحلق لعمل شق في البطانة الداخلية للمريء، ثم يقوم يقطع الطرف السفلي من المريء.
· إجراء توسيع المريء: يدخل الطبيب منظار داخلي في المريء ثم يقوم بنفخ بالون ليمدد برفق ويوسع عرض المريء، ويستخدم هذا الإجراء للعديد من الحالات التي تعاني من مشكلات في المريء.
· وضع الدعامة: يدخل الطبيب أنبوب معدني أو بلاستيكي لفتح التضييق أو الانسداد في المريء وخاصة للأشخاص المصابين بسرطان المريء.
الوقاية من عُسر البلع
على الرغم من أنه لا يوجد ما يمنع الإصابة بعسر البلع، إلا أنه يمكن تقليل خطر التعرض لصعوبة البلع من الحين للآخر من خلال الآتي:
· تناول الطعام ببطء.
· مضغ الطعام جيدًا.
· الابتعاد عن الأطعمة التي تسبب المزيد من المشكلات، مثل: عسر البلع.
· الابتعاد عن الكحول، والتدخين، والكافيين.
· العلاج الفعال للارتجاع المعدي المريئي.