في خطوة تعكس التطور الكبير في القطاع الصحي العراقي، تواصل وزارة الصحة العراقية إحالة الحالات المعقدة من مرضى الأطفال الذين يعانون من تشوهات قلبية إلى مستشفى الكفيل التخصصي في كربلاء المقدسة، وذلك ضمن برنامج وطني يهدف إلى توفير العلاج المتخصص داخل البلاد، وتخفيف العبء عن كاهل العائلات التي كانت تضطر للسفر خارج العراق.
وذكر الدكتور أحمد عبودي، مدير مركز جراحة القلب بالمستشفى، إن مستشفى الكفيل يعد إنجاز وطني يضع العراق على خارطة جراحة القلب المتقدمة، كاشفا عن الإمكانيات المتطورة التي يمتلكها المستشفى والتي جعلته وجهة موثوقة لهذه الحالات المعقدة.
وأوضح عبودي، على مدى أكثر من عشر سنوات في جراحة القلب، وفي إطار برنامج وزارة الصحة العراقية، تجاوزنا عدداً كبيراً من الحالات المحالة، لا فتا الى ان المستشفى يوماً بعد يوم تظهر إمكانياتها المتطورة نتيجة لتطوير الكوادر البشرية وتوفر الأجهزة والمستلزمات الطبية والأدوية التي لم تكن معروفة على مستوى العراق.
وأضاف عبودي، هذه الأمور جميعاً كان لها الأثر الأكبر في زيادة عدد الحالات ومدى تعقيدها، فالكثير من الحالات التي لم تكن تعالج داخل العراق، تُجرى الآن بشكل روتيني وبنتائج جيدة، وهذه هي النقطة المهمة، وهذا إنجاز كبير يحسب لوزارة الصحة العراقية، وللعتبة العباسية المقدسة، ولمستشفى الكفيل إدارة وكوادر.
من جانبهم، عبر ذوو الأطفال المرضى عن بالغ امتنانهم للجهود المبذولة في مستشفى الكفيل، والتي وفرت لهم العلاج اللازم داخل وطنهم، ففي ذات السياق ذكر مواطن من محافظة كربلاء، والد أحد الأطفال الذين خضعوا للعلاج، إن هؤلاء الأطفال ولدوا بتشوهات في القلب، وبعد مراجعتنا لمدينة الطب ببغداد، تم إرسالنا إلى مستشفى الكفيل التخصصي، وهنا تم استقبالنا وأجروا للأطفال كافة الفحوصات اللازمة لتشخيص نوع التشوه وتحديد موعد للعملية الجراحية، مبينا ان المستشفى تمتلك إمكانيات خاصة وفرت للمرضى خدمات طبية علاجية أغنتهم عن السفر إلى الخارج.
وعلى صعيد متصل، روى مواطن من بغداد تجربته قائلاً، إن مستشفى الكفيل أغنتنا عن السفر إلى خارج العراق، كونه يكون صعباً علينا من ناحية اللغة والتكلفة، وإن الكوادر الأجنبية التي نحتاجها موجودة بالمستشفى، مشيرا الى انه بعد لقائنا بالطبيب، بث فينا الأمل وأبلغنا بأن العملية ليست خطرة وستكون نسبة نجاحها عالية، وتم تحديد موعد العملية وفق تسلسلات وضعت بحسب حالات المرضى الوافدين من قبل الوزارة، من الحالة الأكثر خطورة ونزولاً تدريجياً إلى الحالات الأقل خطورة وتعقيداً.